Monthly Archives: 21 جويلية, 2011

الرئيس عباس:شعبنا يريد الحصول على عضوية الأمم المتحدة من أجل الدخول في مفاوضات

عباس

برشلونة-ميلاد-قال الرئيس محمود عباس، إن شعبنا يريد الحصول على عضوية الأمم المتحدة من أجل الدخول في مفاوضات على أساس الندية مع الجانب الإسرائيلي.
وأضاف سيادته خلال مؤتمر صحفي عقد في مدينة برشلونة الإسبانية على هامش لقائه مع الاتحاد من أجل شرق المتوسط: ‘نحن نريد أن نذهب إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لنطلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، وإذا حصلنا على جواب إيجابي فبالتأكيد سنعود لنبدأ مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي حول مختلف القضايا العالقة، وهي قضايا الحدود والقدس واللاجئين والمستوطنات والأمن والمياه’.
وتابع: ‘نحن كشعب فلسطيني نؤمن بالحرية والديمقراطية وحق تقرير المصير، ونطالب بهذا لأنفسنا، وأنا أؤكد لكم أننا نريد السلام ونريد الوصول إلى دولتنا المستقلة وإلى حق تقرير المصير من خلال المفاوضات وأيضا نريد أن نذهب إلى الأمم المتحدة لنؤكد حقنا بالحياة وبدولة مستقلة’.
وأضاف الرئيس: ‘الاتحاد من أجل المتوسط الذي يحتضنه بلدكم هو من أهم المؤسسات الإقليمية العاملة من أجل السلام ومن أجل النهوض بأمن المنطقة اقتصاديا وسياسيا وإنسانيا، وقبل قليل كنت بالأمانة العامة وشكرت الأمانة العامة لأن أول مشروع تتبناه الأمانة العامة هو مشروع للمياه في قطاع غزة، وبلا شك فإن دعم حكومتكم لمثل هذا المشروع ستجعله يصل إلى التطبيق القريب.
وقال سيادته: هذا المشروع بالحقيقة هو بداية لتطبيق السلام في المنطقة، لأننا نريد المياه والسلام لكل الدول المحيطة بما فيها إسرائيل، وأنا في هذه المدينة العريقة برشلونة التي تضرب حضارتها عمقا في التاريخ فهي بلد جميل ويتمتع بمميزات مختلفة لا أستطيع أن أنسى أن هذا البلد يحتضن فريق برشلونة الذي له مؤيدون كثيرون في بلادنا يهتفون باسم برشلونة ‘.
وقدم سيادته في ختام اللقاء شكره الجزيل لحفاوة الاستقبال وطالب المسؤولين في مدينة برشلونة بزيارة فلسطين لرؤية الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية التي تربطها بهم كل العلاقات الطيبة والمتميزة’.

Filed under: هــــــام | أضف تعليق »

الجامعة العربية تنتهى من إعداد طلب حصول فلسطين على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة

القمة العربية

القاهرة-ميلاد-قالت مصادر مطلعة بالجامعة العربية، إن الجامعة انتهت من إعداد طلب لتقديمه للسكرتير العام للأم المتحدة بان كي مون منتصف أغسطس القادم من أجل حصول فلسطين على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.

 

وكشفت المصادر، أن الجامعة العربية شكلت لجنة قانونية وسياسية ستجرى اتصالات مع الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل العمل على حشد التأييد الدولي للحق الفلسطيني المشروع.

وأعربت المصادر عن خشيتها من أن يصطدم الأمل العربي فى الحصول على موافقة الأمم المتحدة على الأمم بالاعتراف بفلسطين وبعضويتها الكاملة فى المنظمة الدولية باستخدام الولايات المتحدة لحق الفيتو للحيلولة دون الموافقة على ذلك.

تجدر الإشارة إلى أن عدد الدول التى تعترف بفلسطين كدولة مستقلة ذات سيادة 119 دولة من 190 دولة عضو فى الأمم المتحدة.

Filed under: هــــــام | أضف تعليق »

الرئيس خلال زيارته نادي ريال مدريد: الرياضة جسر للسلام في الشرق الأوسط

مدريد -العهد – قال الرئيس محمود عباس، اليوم الأربعاء، إن الرياضة تشكل جسرا للسلام في الشرق الأوسط، وهي أداة لنشر المحبة بين الشعوب.

وأضاف الرئيس في تصريح صحفي في ختام زيارة قام بها لنادي ريال مدريد في العاصمة الإسبانية، أن شعبنا الفلسطيني من الشعوب المحبة للرياضة ومن الشعوب المتابعة والمحبة للفرق الإسبانية أيضا.

ولدى سؤاله عن الفريق الذي يتابعه، قال سيادته إنه يحب الرياضة بشكل عام ويشجع مختلف الفرق الرياضية، معربا أن أمله بأن يجري المزيد من التعاون بين فريق ريال مدريد والفرق الفلسطينية وأن تستضيف فلسطين على ملاعبها فريق ريال مدريد.

وكان في استقبال الرئيس عباس، السكرتير العام لريال مدريد انريكي غونثاليث، وعدد من مسؤولي النادي.

واستهل الرئيس زيارة بالاطلاع على محتويات متحف الريال والملعب الخاص بالفريق والغرف الخاصة باللاعبين، بعد ذلك تسلم الرئيس هدية تذكارية من نادي ريال مدريد، وفي المقابل قدم سيادته للفريق هدية تذكارية عبارة عن عمل تراثي فلسطيني صنع في مدينة بيت لحم.

ورافق الرئيس خلال زيارته رئيس دائرة شؤون المفاوضات صائب عريقات، ورئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدس اللواء جبريل الرجوب، والناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، وسفر فلسطين لدى إسبانيا كفاح عودة.

يذكر ان الرئيس عباس سيزور يوم غد الخميس نادي برشلونة ويلتقي إدارته.

السيد الرئيس محمود عباس( ابو مازن) اثناء زيارته  نادي ريال  مدريد  لكرة القدم(عدسة:ثائر غنايم)

أنا مع السيد الرئيس أبو مازن .. وأنت؟؟

ابو حمزة الخليلي

أنا مع السيد الرئيس محمود عباس لأنه الرئيس الشرعي المنتخب للشعب الفلسطيني ولأنه رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وقد اثبت انه الأمين على مصالح شعبه وقضيته.أنا مع الرئيس لان يكون هو الوحيد الذي من حقه اختيار مرشح ليكون رئيس الوزراء القادم وذلك وبكل بساطة لان قانوننا الأساسي الفلسطيني ينص على ذلك دون أي لبس.أنا مع الرئيس في وجهة النظر التي يحملها بموضوع المصالحة الفلسطينية وان هذه المصالحة لا يجب أن يدفع ثمنها على حساب بعثرة القانون الأساسي الفلسطيني والعرف السائد بين أبناء الوطن الواحد.أنا مع الرئيس بالذهاب إلى الأمم المتحدة من اجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية التي طال انتظارها وذلك لان السيد الرئيس استنفذ كل ما هو متاح من اجل نيل هذا الاعتراف عن طريق المفاوضات المباشرة وغير المباشرة وليس من الطبيعي أن يترك المشروع الوطني الفلسطيني تحت رحمة الرضي الأمريكي والتعنت الإسرائيلي.أنا مع الرئيس في السير قدما في بناء المؤسسات المدنية والأمنية لتكون الرافعة والنواة الحقيقية لدولتنا الفلسطينية العتيدة التي تحمل حتمية الانتصار.أنا مع السيد الرئيس لان نصل إلى الاكتفاء الذاتي بما يخص الموضوع المالي وعدم الركون للمساعدات الخارجية المشروطة والتي تحمل في طياتها الضغط على الشعب الفلسطيني سياسيا ووجوديا.أنا مع الرئيس في محاربة الفساد والفاسدين مهما كانت مناصبهم السياسية والتنظيمية وأطالبه بان تشمل محاربة الفساد كل التنظيمات الفلسطينية والتي كانت ولا زالت ضالعة بالفساد المالي والسياسي وقتلت من أبنائنا من هم أغلى من ملايين الدولارات فمن الممكن محاكمة هؤلاء غيابيا.أنا مع الرئيس بالسير قدما في بسط سيطرة النظام والقانون على كل شبر من أرضنا استطاعت أجهزتنا الأمنية والشرطية الوصول إليه وان يكون السلاح الشرعي الوحيد هو سلاح الأجهزة الأمنية ولا سلاح سواه.أنا مع الرئيس لان يكون نظامنا السياسي مبني على الديمقراطية والتعددية وحرية الرأي والتداول السلمي للسلطة بعيدا عن الاستقواء بالسلاح الذي عرفه البعض على انه سلاح المقاومة وقد أصبح بين ليلة وضحاها سلاح الانقلاب الأسود على الشرعية.أنا مع الرئيس في السير قدما في عدم التخلي عن أبنائنا وشعبنا في قطاع غزة رغم الضائقة المالية التي تعاني منها سلطتنا الوطنية الفلسطينية ورغم أنها تخضع للحكم الحزبي الذي سينتهي عاجلا أم آجلا.أنا معك يا سيادة الرئيس حتى نحظى بدولتنا الفلسطينية وحتى ننهي الاحتلال الجاثم على صدورنا وحتى يرفع شبل من أشبالنا أو زهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق أسوار القدس وكنائس القدس ومساجد القدس كما قالها قائدنا الشهيد الخالد ثوريا ووطنيا في قلوبنا الشهيد ياسر عرفات.أنا لست معك يا سيادة الرئيس لان تكون هذه هي ولايتك الأخيرة لأنك وبكل بساطة لا تزال تحمل في جعبتك الكثير من العطاء والكثير مما تستطيع تقديمه إلى هذا الشعب وقضيته العادلة ولا زالت أمامنا الكثير من التحديات التي من شانها أن توصلنا إلى حقوقنا التاريخية ويا رضى الله ورضى الوالدين.

هل سرقت الثورات العربية؟

هل سرقت الثورات العربية؟ 
المحرر السياسي
انصار الثورة- ثورات عربية اختمرت في أقطار عدة، لتندلع في الوقت ذاته، ومن دون أن تترك متسعا للمواطن العربي ليلتقط أنفاسه ويتابع إرهاصاتها عبر وسائل الإعلام.

 في غمرة ذلك ثمة أصوات لا تنفكّ تحذر مما أسمته “سرقة الثورات العربية”؛ إذ ترى بعض هذه الأصوات أن الإسلاميين امتطوها حين أوشكت أن تؤتي أُكلها، فيما بعض آخر يرى أن اليد الأميركية والأوروبية لم تنفكّ أن امتدّت لتحوّل مسار الثورات وفقا لما تقتضيه مصلحتها، بينما يرى طرف ثالث أن هناك “ثورات مضادة” تحيك مؤامرتها على أيدي بقايا الأنظمة الآفلة.

 ”ما يحدث هو ثورات غير مسبوقة وتحديدا في مصر وتونس واليمن والبحرين. وهي ثورات حقيقية وتستدعي تحليلا اجتماعيا وطبقيا”.
“باغتت هذه الثورات الجميع بما فيها الإمبريالة الأميركية والأوروبية. إنها لا تهدد الحكام فحسب، بل والمنظومة برمتها مهما حاولوا إخفاء ذلك. لقد كان تخبط الولايات المتحدة واضحا؛ إذ لم تتوقع تحركا جماهيريا بهذا الحجم”،  “لكل ثورة امتداداتها؛ ذلك أنها تخطت حدود العالم العربي؛ فدول عدة تململت، منها إيران”.
“أميركا وبعض الدول الأوروبية ودول عربية تزعمت الثورة المضادة؛“

مصر هي الأساس وحصل فيها أن سيطرت قوى الشد العكسي التي تتزعمها القيادة العسكرية والإخوان، كما بدأت الثورة المضادة ترص صفوفها لاحتواء الثورات”.

الخلاصة  إلى أنه لا بد من انتظار ما تحفل به الأيام للحكم على سيرورة الأمور؛

“الاحتلال ليس بديل عن الاستبداد، وما العراق إلا دليل حي على ذلك”.

“أعتقد أن هناك حراك شعبي حقيقي وهو نتيجة للقمع والتجزئة العربية والفساد ونهب الثروات والتبعية للغرب، ونتيجة لكل ذلك تحركت الجماهير من دون خوف”، “في ظل غياب العمل المنظم ونتيجة لتخريب التعليم والثقافة والإعلام ونتيجة الفراغ السياسي فقد كانت الحركة الشعبية عفوية وغير مدروسة”.

نقول بأن فكرة سرقة الثورات واردة من كل الأطراف، غير أنها فكرة واردة،أن الثورة الفرنسية أخذت مائة عام حتى استقرت، “سيستمر الصراع بين الجماهير والأنظمة، وستعرف الجماهير أن لا سبيل للخلاص سوى العمل التحرري، وحين تصبح قضية فلسطين قضية يومية للعربي حينها سيتغير الوضع”.

نرى  أن على الشعوب العربية “منع التدخل والتمويل الأجنبي  كما على المثقف الثوري أن يلتحم مع الجماهير؛ إذ لن يرحل النظام العربي بسهولة. ولا بد من فترة حتى تعيد الجماهير تنظيم نفسها، كما لا بد من الإيمان بأن الحق ليس مكرمة، بل ينتزع انتزاعا”.

نقول بأن القوى كافة تطمع بسرقة الثورات العربية، “سواء كانت قوى داخلية أو خارجية”.
نأمل بأن تحافظ هذه الثورات على أهدافها التي أُوجِدت من أجلها، وأن تعمل على منع فرض أي طرف أجندته، التي وصل بعضها إلى مرحلة الطرح المباشر،

مدونة «روكفيل» الإخبارية تتخلى عن موقعها الإلكتروني تركز على الـ«فيس بوك»

مدونة «روكفيل» الإخبارية تتخلى عن موقعها الإلكتروني تركز على الـ«فيس بوك»

اعتقاد بأن مستقبل الإعلام يعتمد على الأفراد الذين يمررون الأخبار والمواضيع الصحافية

براد رورك وسيندي كوت غريفيث («واشنطن بوست»)

واشنطن: إيان شابيرا*

عندما رغبت مدونة «روكفيل سنترال» في اجتذاب مزيد من القراء، تطلعها نحو «فيس بوك»، الذي يبلغ عدد مستخدميه الآن نحو 750 مليون، وتفتقت أذهانهم عن فكرة حصر جميع نشاطاتهم عبر هذا الموقع.

في مارس (آذار)، توقف براد رورك وسيندي كوت غريفيث عن نشر محتويات جديدة عبر موقعهما الإلكتروني، وشرعا في نشر المواد عبر «فيس بوك». وبذلك تخليا في لحظة عن (rockvillecentral.com). أما الموقع الجديد للمدونة فأصبح هو نفسه موقعها على «فيس بوك» وهو http://www.facebook.com/RockvilleCentral. اللافت أنه حتى في خضم الحقبة الراهنة التي يغلب عليها التجريب عبر شبكة الإنترنت، تبقى هذه الخطوة فريدة من نوعها.

ومع إقدام المؤسسات الإخبارية بمختلف أرجاء البلاد على تقليص أعداد العاملين بها، تشكل هذه المدونة التي تعتمد في عملها على فريق كامل من المتطوعين وتعمل داخل مدينة يقدر عدد سكانها بـ61.000 نسمة، مسارا ممكنا ومثيرا أمام مستقبل الصحافة. والتساؤل الذي تطرحه هذه التجربة هو: هل استخدام شبكات التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك» أفضل للتواصل مع جمهور أعرض وجني المال في الوقت ذاته؟

يعتقد محللون أن مستقبل الإعلام يعتمد بشدة على الأفراد الذين يمررون الأخبار والمواضيع الصحافية، وبدرجة أقل على نشرها عبر محركات بحث كبرى مثل «غوغل» أو «بينغ». وكشف استطلاع جديد للرأي أجراه مركز «بيو للأبحاث» عن أن «فيس بوك» انضم إلى «غوغل» في قائمة أبرز العناصر المحركة للمرور عبر المواقع الإلكترونية الإخبارية.

وفي الوقت الذي تناضل فيه دور النشر لجني عائدات حقيقية من وراء مواقع الشبكات الاجتماعية، ترى قيادات داخل الصناعة ومحللون إعلاميون أن المؤسسات الإخبارية لم تستغل «فيس بوك» الاستغلال الأمثل بعد.

عن ذلك قال رورك، الذي يدير شركة معنية بالتواصل المدني والشبكات الاجتماعية والأبحاث العامة: «ينبغي أن تكون هناك سبيل ما أمام المؤسسات الإخبارية كي تتمكن من صياغة طرق أخرى لاستخلاص عائدات من (فيس بوك)، بدلا من الاعتماد عليه كمجرد مصدر للحركة والنشاط». جدير بالذكر أن مدونة «روكفيل سنترال» لم تجن أموالا عبر «فيس بوك»، لكن بعد مرور بضعة شهور على مغامرتها الجديدة، من الواضح أن حركة المرور والنشاط زادت، حسبما أعلن مالكو الشركة، علاوة على توفيرهم 200 دولار أو أكثر كانوا يدفعونها مقابل صيانة الموقع القديم.

من جهته، قال جيف جارفيس، مدير برنامج الصحافة التفاعلية بجامعة سيتي في نيويورك، إن المواقع الإخبارية ذات الطابع شديد المحلية ربما تحذو حذو «روكفيل سنترال». وأضاف أن المؤسسات الإعلامية للتفكير على نحو أوسع أفقا حيال كيفية استغلال «فيس بوك» في بناء مصادر عائدات مستديمة.

وقال جارفيس «إنني أحلم بأن تتطلع المواقع الإخبارية نحو (فيس بوك) ليس كمجرد ساحة لنشر محتويات عليها، وإنما أيضا لبناء أداة أفضل للتعبير. إن ما ينبغي على الصحف بيعه هو خدمة. وما ينبغي أن تفعله الآن هو الاتصال بالجهات الإعلانية وإطلاعها على إمكانية استغلال (فيس بوك) في الترويج للإعلانات وجني المال».

من ناحية أخرى، يعتقد بعض المحللين أن المستخدمين الذين يعبرون عن عشقهم لعلامة تجارية ما عبر «فيس بوك» من خلال علامة «لايك» يحملون بداخلهم قيمة مالية كامنة. في هذا الصدد، نوه ريغي برادفورد، الرئيس التنفيذي لـ«فيرتشو»، وهي شركة برمجيات للتسويق عبر الشبكات الاجتماعية، والتي تتعامل مع قائمة «فورتشن 1000» التي تضم أسماء أكبر 1.000 شركة داخل الولايات المتحدة، بأن دراسة أجرتها شركته العام الماضي خلصت إلى أن كل شخص ينقر على زر «لايك» على علامة تجارية ما يجلب للشركة ما قيمته 3.60 دولار، وهو تكلفة الوصول لهذا الشخص عبر الإعلانات.

وفي الكثير من الحالات تهتم شركات كبرى بحركة المرور والإقبال على صفحاتها على «فيس بوك» أكثر من اهتمامها بمواقعها الإلكترونية، تبعا لدراسة أجرتها شركة «أدغريغيت ماركتس» حول الشركات الموجودة بقائمة «فورتشن 100».

واستطرد برادفورد معربا عن اعتقاده أنه «فيما يخص التخلي تماما عن الموقع الإلكتروني لحساب (فيس بوك)، لا أعتقد أننا سنشهد انطلاقا لهذا التوجه. لكن يبقى (فيس بوك) قادرا على العمل كمنقذ لصناعة الصحف لأنه يسمح للصحف بالوجود في الأماكن التي يقضي فيها غالبية الناس مزيدا من الوقت. وعليك أن تتخيل أنك لو تملك علامة تجارية أبدى 100.000 إعجابهم بها عبر علامة (لايك)، فإن هذا يعني أن بمقدورك بعث رسائل لهم عدة مرات، لكن معها كوبونات».

وقد دخلت مؤسسات إخبارية مثل «واشنطن بوست» و«بوسطن غلوب» و«تشارلوت أوبزرفر» في تجارب تعتمد على تطبيقات خاصة بـ«فيس بوك» ومواقع إلكترونية منفصلة، تستلزم الولوج إلى «فيس بوك»، لبيع إعلاناتها – لا يسمح «فيس بوك» لأي جهة ببيع إعلانات على الصفحات التقليدية.

إلا أن هذه التجارب – التي ركزت في العادة على الأنباء المحلية – لم تجتذب أعدادا كبيرة من المستخدمين أو عائدات إعلانية، طبقا لما أوضحه جيف ريفمان، رئيس «نيوز كلاود»، التي تلقت تمويلا من «نايت فاونديشن» لبناء تلك المواقع لحساب الصحف. في أغلب الحالات، لم تروج المؤسسات الصحافية لمواقع «نيوز كلاود» على المواقع الخاصة بها، وبالتالي حدت من الجمهور وعائدات الإعلانات، حسبما أضاف ريفمان.

من جهته، قال ستيف غن، مدير شؤون المنتجات الاستراتيجية وتنمية الجمهور لدى «أوبزرفر»، إن صحيفته أغلقت التطبيق الذي صممته «نيوز كلاود» لها على «فيس بوك» والمواقع الإلكترونية في مايو (أيار) لأن استثمارات الصحيفة في هذا المجال لم تؤت عائدات مقبولة.

الآن، أطلق ريفمان، الذي حصل على منحة من «نايت فاونديشن» بقيمة 190.000 دولار، نسخة أرخص وأيسر من تقنيات «نيوز كلاود» للمواقع الإلكترونية وتطبيقات «فيس بوك». وقال إنه يرغب في التواصل مع «روكفيل سنترال»، التي انتقد خطوتها الأخيرة تجاه «فيس بوك» عبر مدونته. داخل «روكفيل سنترال». وقال رورك إن أعدادا أكبر من القراء تتفاعل مع المواضيع المطروحة على المدونة، عبر تعليقات وعلامات إعجاب «لايك» كما كان عليه الحال عندما كانت المدونة على موقع إلكتروني. وأعربا عن اعتقادهما أيضا أن أعدادا أكبر من الأفراد تطلع على المواضيع الآن، إلا أنهما لم يحددا سبل مقارنتهما بين حركة الإقبال على موقعيهما الإلكترونيين القديم والجديد.

مثلا، تجتذب المواد المنشورة عبر «فيس بوك» التي تروج لمواضيع «روكفيل سنترال» وتتدفق عبر الرسائل الإخطارية التي تصل إلى القراء في الإجمالي قرابة 2.000 تعليق وتعبير عن «لايك»، طبقا لأرقام صادرة عن «فيس بوك». في المقابل، بلغ متوسط عدد مرات مشاهدة المقال الواحد 600 شهريا. يذكر أن «فيس بوك» تجتذب المواد المنشورة عليه ما بين 120.000 و174.000 مشاهدة شهريا، مقارنة بنحو 24.000 مشاهدة للصفحة شهريا على الموقع القديم.

وتتمثل الشكوى الرئيسية لكوت غريفيث حيال الانتقال إلى موقع شبكة التواصل الاجتماعي في أنه من الصعب على القراء العثور على المواضيع القديمة باستخدام محرك البحث الخاص بـ«فيس بوك».

ومن وقت لآخر، تطلق المدونة أخبارا جديدة. في 13 يونيو (حزيران)، بعد 5:00 صباحا بقليل، نشرت المدونة رسالة تنبيهية عبر «فيس بوك» تقول فيه: «عطل كبير في مترو (روكفيل). الشرطة تنتشر بكل مكان. إغلاق المحطة. إذا رغبت في التوجه جنوبا عليك بالانتقال إلى توينبروك مترو. عادات القطارات إلى شيدي غروف. أفراد يشيرون لوجود تهديدات بتفجير قنبلة».

وعلق القراء على الخبر بمعلومات إضافية وأبدوا امتنانهم لنشر الخبر. على سبيل المثال، كتبت مارلين أوبيتز: «شكرا لإشارتكم لهذا الأمر. لقد سبقتم جميع الصفحات الإخبارية الكبرى في نشر هذا الأمر!».

ومع ذلك، لا تزال «روكفيل سنترال» بعيدة تماما عن كونها تهديدا للمؤسسات الصحافية الكبرى بالبلاد. من جانبها، تمتلك «غازيت» الكثير من الصحف الأسبوعية التي تستهدف أجزاء من مونتغمري كاونتي بإجمالي توزيع يبلغ قرابة 250.000 نسخة. والملاحظ أن الكثير الأسبوعي من «غازيت» لمناطق روكفيل وأسبين هيل تصل 30.000 منزل وشركة تقريبا. ويجتذب موقع «غازيت» الإلكتروني، الذي يشكل المحور الرئيسي لجميع نسخ الصحيفة عبر ماريلاند، قرابة 500.000 زائر «فريد» شهريا ونحو 1.6 مليون مشاهدة شهرية للصفحة. من جانبه، اعترف لويد باتزلر، رئيس التحرير التنفيذي لـ«بوست نيوزويك ميديا»، وهي أحد أقسام «واشنطن بوست كو»، التي تملك صحف «غازيت» الأسبوعية في ماريلاند، بأنه «بصراحة لم أول اهتماما كبيرا لـ(روكفيل سنترال). التساؤل الأكبر: كيف يمكنك تحويل المواقع لمصدر للمال هذه الأيام؟ هل ينبغي أن تغير المحتوى؟».

وقال رورك، الذي يعمل مستشارا بمجال الشبكات الاجتماعية، إن شركته لم تقرر بعد ما إذا كان ينبغي تحويل المدونة لمصدر للمال. وقالت كوت غريفيث «أعتقد أن تطبيق (فيس بوك) ربما ينجح، باشتراك بقيمة دولار واحد شهريا واستخدام بطاقات (فيس بوك)»، في إشارة للعملة الافتراضية للموقع. ووافقها رورك الرأي. وأضاف: «لو أن هناك سبيلا لجني المال أمام (روكفيل سنترال)، لن أستبعد الفكرة».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

الصحافة الإلكترونية:بين الصحيفة الإلكترونية والموقع الإلكتروني فروقات لا يمكن تجاهلها

الصحافة الإلكترونية:بين الصحيفة الإلكترونية والموقع الإلكتروني فروقات لا يمكن تجاهلها
(إعلامي ومتخصص في إنشاء مراكز المعلومات الصحفية الإلكترونية) “إعلامي في الجزيرة نت”
ارتبط
مصطلح “الصحافة الإلكترونية” في الوطن العربي فعليا بظهور أول موقع لصحيفة
عربية هي “الشرق الأوسط ” على الإنترنت وذلك في سبتمبر /أيلول عام 1995،
تلتها صحيفة النهار اللبنانية في فبراير /شباط 1996، ثم صحيفة الحياة
اللندنية في يونيو /حزيران 1996، والسفير اللبنانية في العام نفسه كذلك،
وتوالت بعد ذلك أعداد المواقع الإلكترونيةعلى
الإنترنت لصحف عربية كثيرة، وكان يقصد بهذا المصطلح قبل التاريخ المذكور
استخدام تقنيات النشر المكتبي في إنتاج وإخراج الصحيفة الورقية التقليدية،
أي استخدام الكمبيوتر وبعض البرامج المتخصصة في عمليات النشر الورقي
الاعتيادي. ظهر
بعد ذلك عدد من المواقع الإخبارية العربية على الإنترنت مثل موقع الجزيرة
نت وموقع العربية نت وموقع باب وموقع البوابة العربية لأخبار التقنية الذي
تتصفحونه الآن، وهذا كله على سبيل المثال لا الحصر، الأمر الذي دفع باتجاه
ضرورة التمييز بين ما يطلق عليه “صحيفة إلكترونية” وبين الموقع الإخباري
الإلكتروني، وعدم الخلط بينهما. ولعل
من أبرز الفروق بين “الصحيفة الإلكترونية” و ” الموقع الإخباري
الإلكتروني” هو طبيعة النشأة، فأصل الصحيفة الإلكترونية أنها نشأت ابتداء
على الورق بالصورة التقليدية كأي صحيفة عادية، لكن القائمين عليها ارتأوا
لمجاراة لغة العصر ضرورة وجود نسخة إلكترونية من هذه الصحيفة على
الإنترنت، فأنشأوا لها موقعا على الإنترنت. وبالتالي فالصحيفة الإلكترونية
هنا هي نسخة طبق الأصل “كربونية” من الصحيفة التي تصدر بطبعاتها المختلفة
ورقيا وتوزع بصورة اعتيادية. أما
الموقع الإخباري الإلكتروني، فقد نشأ ابتداء على الإنترنت، وليس له أصل
ورقي، وإنما بيئته الأساسية هي تلك البيئة الافتراضية اللامتناهية المسماة
بفضاء الإنترنت. وليس
هذا هو الفرق الوحيد بين النوعين، فما ذكرناه عن طبيعة النشأة، يدفعنا
للحديث عن طاقم العمل، وهو هنا بالنسبة للصحيفة الإلكترونية في أغلبه
مجموعة من الفنيين الذين ينصب جل اهتمامهم – ان لم يكن كله – على رفع
محتويات الصحيفة الورقية ونشرها على الموقع الإلكتروني. أما
الموقع الإخباري الإلكتروني، فيختلف فيه الأمر تماما عن الصورة السابقة،
ويتسع فريق العمل داخله ليشمل مكونات غرفة الأخبار بما تحويه من رئيس
تحرير ومحررين وصحفيين ومدققي اللغة والمعلومات ومصنفي المواد، وقسم
المالتيميديا الذي يوفر الصور المصاحبة للمواد المنشورة، وهذا على أقل
تقدير. فرق
آخر يميز الموقع الإخباري الإلكتروني عن الصحيفة الإلكترونية، هو زمن
تحديث الأخبار، ففي الصحيفة الإلكترونية يرتبط زمن التحديث – في الغالب-
بدورية صدور الصحيفة سواء كانت يومية أم أسبوعية، أما بالنسبة للموقع
الإخباري الإلكتروني فهو في صراع مع الزمن لنشر الأخبار حال حدوثها أو حال
ورودها من المصادر الموثوقة بعد أن تأخذ دورة النشر الاعتيادية وقتها قبل
أن تظهر لجمهور المستخدمين. ولا
ننسى أن المواقع الإخبارية الإلكترونية تعمل كذلك على بث ما يعرف بالأخبار
العاجلة بصورة تجعلها تتفوق على التلفزيون والإذاعة فيما يتعلق بزمن النشر
قياسا إلى زمن حدوث الخبر، لأن أنظمة النشر تتيح لتلك المواقع أن تنشر ما
يسمى “الخبر العاجل” بمجرد الانتهاء من كتابته، أو بعبارة أخرى تسمح بكسر
دورة إنتاج الخبر العادي الذي يمر تقريبا بخمسة مراحل قبل أن يظهر
للمستفيد النهائي on line. بقى
أن نعرض لتساؤل قد يثور في ذهن القارئ مفاده، أليست المواقع الإخبارية
التي ورد ذكرها والتي نشأت ابتداء في أكناف مؤسسة تلفزيونية ما – كالجزيرة
نت أو العربية نت على سبيل المثال- لها في هذه الحالة أصل تلفزيوني، على
غرار تلك التي نشأت ولها أصل ورقي !؟ والإجابة ببساطة أن أهم ما يميز تلك
المواقع الإخبارية على الإنترنت، أن لها غرفة أخبار مستقلة تحكم عملية
النشر على الموقع الإلكتروني. كما
أن الموقع الإلكتروني على الإنترنت في هذه الحالة ينشر الأخبار بصورة
مكملة لعمل التلفزيون، ويعرض مزيدا من التفاصيل عن الأخبار تكون بيئة
الإنترنت ومواصفاتها أقدر على تحمله، عكس الخبر التلفزيوني الذي يكون
مقتضبا قدر الإمكان ومحدودا بزمن معين لا يسمح في الغالب بإيراد التفاصيل. وعلى
ذلك فقد ترى خبرا في التلفزيون، ثم تسمع المذيع يحيلك إلى الموقع
الإلكتروني الخاص بالقناة لمعرفة مزيد من التفاصيل أو الخلفيات، وكذلك
الحال بالنسبة للإذاعة فيما يتعلق بالمواقع الإخبارية المتعلقة بها، وأوضح
مثال على ذلك هو موقع إذاعة البي بي سي العربية على الإنترنت، التي تحيل
في الغالب المستمع إلى موقعها لمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذا الخبر أو
ذاك. ويختلف
الوضع بالطبع إذا ما كان الموقع الإلكتروني الذي نشأ في أكناف تلفزيون أو
إذاعة ما مقرر له أن يكون مجرد أرشيف إلكتروني لما تعرضه الشاشة
التلفزيونية أو تبثه الإذاعة من مواد وبرامج وأخبار، فهنا تكاد تنطبق
مواصفات النسخة الكربونية للصحيفة الورقية التي ذكرناها وعرفناها سابقا
على هذه الحالة.

تقنيات الصحافة المسموعة والمرئية’ محاولة لإرساء قواعد علمية للإعلام العربي

تقنيات الصحافة المسموعة والمرئية’ محاولة
لإرساء قواعد علمية للإعلام العربي

حســـين قبيســـي

باريــس ـ يحدث أحياناً، أن تشهد بعض الحقول المعرفية في مجتمعاتنا
العربية، قدراتٍ فاعلةً ولكن بصمت، تُثمر فيها ببطء ولكن بثبات، بعيداً عن
ضوضاء الدعاية وبهرج الإعلان، فتكتسب قيمتها من فعلها بالذات، وتستمد
قيمتها من فعالية إنتاجها بالضبط، لا من مضاربات ‘البورصة’ في هذا الميدان
المعرفي حيث قيمة العملة المتداولة زائفة تروج لها أبواق الوهم، ولا تتكشّف
ساعةَ يؤون أوان الحقيقة إلا عن خواء تملأه أشباح الأزمات، فالبورصة تخلق
قيماً وهمية متوافرة لا في سوق العملة والاقتصاد وحده بل في أسواق الميادين
المعرفية والأنشطة الأخرى، ولا سيما في ميدان الصحافة والإعلام حيث تكثر
الأبواق والطبول ويسود الهرج والمرج ويختلط الغث بالسمين.

كتاب الخبير الإعلامي رياض معسعس ‘تقنيات الصحافة المسموعة والمرئية’
(الصادر منذ بضعة أشهر عن دار نينوى للدراسات والنشر في دمشق) محاولة فريدة
وأنموذج مختلف، فهو مثال على تلك القدرات الفاعلة المثمرة في ميدان
الإعلام الذي تحتاج مجتمعاتنا العربية اليوم إلى إعادة تنظيمه؛ فالعمل
الإعلامي في العالم العربي يشكو من مشكلات كثيرة إحداها مشكلة التقنيات في
الصحافة المسموعة والمرئية، وقد خصص لها رياض معسعس، تشخيصاً ومعالجةً،
كتابه الأخير الذي يتّسم بميزتين أولاهما الجمعُ بين التبسيط والشمول من
جهة والتعمق والتفصيل من جهة أخرى، وثانيتهما عرض تقنيات الصحافة الحديثة
بعيداً عن الانبهار بمنشئها الغربي فهو لا يبتعد عن التسميات بمسمياتها
الغربية ويعطيها تسميات عربية فحسب بل إنه ـ وتلك هي مقدرة معسعس وتملكه
علوم الإعلام إلى حدّ يجعله ممسكاً لا بجوانبها الفنية فحسب بل بجوهر
فلسفتها بالذات ـ يعيد استخراجها واستخلاصها من تراث الحضارات الشرقية
المتواصلة والممتدة حتى الحضارة الغربية الحديثة، بأسلوب سلس تلقائي يشعر
معه القارئ بأنه يعرف سلفاً كل ما يقرأه في الكتاب من معلومات وكأنه هو
كاتب الكتاب أو يكاد أن يكون كذلك لو لم يكن بحاجة إلى من يعينه على
تذكّرها.

ويدلل المؤلف على المكانة الراقية للإعلام في العقلية العربية من خلال
قولهم: ‘لا تشبع عين من نظر ولا أذن من خبر’، لكنه يدلل أيضاً على القيمة
السامية لفن الإخبار ونوع الخبر (أي تقنية الإعلام) بقولهم ‘خير الكلام ما
قلّ ودلّ وجُلّ ولم يُمَلّ’. كما أنه يذكر شعراً لطرفة بن العبد في سياق
كلامه على مصدر الخبر حينما يكون مصدر الخبر غير رسمي ومن غير الجهة
المخوّلة بالتصريح عنه: ‘ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد’. على أنه يجمع في
عبارة واحدة تلخص مزايا الإخبار الناجح بقولة الجاحظ: ‘رأس الخطابة الطبع،
وجناحاها رواية الكلام، وحليها الإعراب، وبهاؤها تخيّر اللفظ’. بطبيعة
الحال، يذكر المؤلف ذلك كله لا من أجل جعله مرجعية إذ أنه لم يعد صالحاً
لذلك، وإنما يذكره من أجل التشديد على التواصل بين ثقافة الإخبار كما هي في
ماضي العرب وفي عقليتهم، وبين هذه الثقافة كما هي في الحاضر الحديث الذي
عليهم التعامل معه على غرار تعامل العرب مع العلوم التي اطلعوا عليها
واقتبسوا منها عندما نهلوا من معارف الحضارات السابقة عليهم واستطاعوا بفضل
هذه العلوم أن يُبدعوا بدورهم إضافة جديدة إلى تراث الحضارات الإنسانية.

في العقدين الأخيرين ‘تعاظمت حاجة المجتمعات العربية إلى إعلاميين مهنيين
يحترفون مهنة الصحافة المسموعة والمرئية أي الإذاعة والتلفزيون، وذلك بسبب
ظهور الفضائيات العربية وانتشارها على عجل، فراحت تستقطب من كل فج عميق
أفضل ما توافر من الخبرات العربية في هذا المجال لسدّ النقص الذي ظهر فجأة
في الساحة الإعلامية العربية التي اكتشفت الضرورة الملحة لمثل هذه
الفضائيات، وبخاصة بعد حرب الخليج الثانية، والإحساس بالرياح الديمقراطية
التي بدأت تهب على المنطقة فكان لا مفرّ من فتح نوافذ لحرية الرأي والتعبير
على شاشات التلفزيون على أقلّ تقدير’. ولما كان طلب المحطات الإذاعية
والتلفزيونية الملحّ على الخبرات العربية في هذا الميدان قد فاق العرض
وبفارق كبير، عمدت هذه المحطات إلى سدّ هذا العجز بالبحث عن خبرات من
الدرجة الثانية والثالثة (…) لا بل في بعض الأحيان تمت الاستعانة ببعض
الذين جاؤوا من مشارب أخرى لا تمت للإعلام بصلة، لتُسنّد إليهم مهمات أرفع
من مستواهم المهني والفني والفكري، ما أدّى إلى انخفاض مستوى الأداء إلى
حدّ كبير’.
يذكّر المؤلف باختراع كان من أهم ما سجلته المعرفة الإنسانية ولا يقلّ
أهميةً عن اكتشاف النار أو اختراع الكتابة، لكن لكثرة ما صار اعتيادياً
مندرجاً في دقائق الحياة اليومية غابت أهميته عن الأذهان، وهو تسجيل الصوت:
يقول المؤلف ‘حاسة السمع من أهم حواس الإنسان فهي تجعله جزءاً متصلاً
باستمرار بالمحيط الذي يوجد فيه وقد اعتمد الإنسان القديم على حاسة السمع
لربطها بوسائل اتصال بدائية كقرع الطبول ونفخ المزامير وذلك لإيصال رسالة
معينة من مكان إلى آخر بسرعة الصوت (كإعلان الحرب، أو إقامة احتفالات دينية
وطقوس معينة الخ..) لكن هذه الأصوات كانت تذهب أدراج الرياح بمجرد
انبعاثها ولا تصل إلى مسافات بعيدة، ولم يكن بإمكان أحد أن يتصوّر أن هذه
الأصوات يمكن تسجيلها لتُسمَع من جديد آلاف المرات لو أردنا ذلك، فالكتابة
وحفظ النصوص وجد لها الإنسان حلاً مرْضِياً ولكن الصوت كان يشكّل معضلة
أكبر من معضلة الكتابة لأنه كان يحتاج إلى تكنولوجيا متقدمة جداً كان من
الصعب الوصول إليها في عصور سابقة، فكل أمنيات الشعوب التي كانت تصبو إلى
تسجيل أصوات أنبيائها وشعرائها وملوكها لم تتحقق إلا من حوالي قرن واحد من
الزمن مع اكتشاف هرتز للموجات الكهرومغناطيسية (…) وكان الاستخدام الأول
لهذا الاكتشاف رموز مورس أي التلغراف’.

من أطرف البديهيات التي يذكر بها المؤلف، والتي يطرب لها القارئ حينما
يستذكرها (أو يطّلع عليها) وبخاصة إذا كان صحافياً، هي البديهيات المتعلقة
بالصورة: فالصورة، أبسط اشكال التعبير، كانت لغةً في حدّ ذاتها، و’على
الرغم من ظهور الكتابة بالأبجدية فإن الصورة ظلت محافظة على مكانتها بوصفها
لغة محددة، حتى إن لغتها تطوّرت ولازمت النص الأبجدي المكتوب. وكانت لغة
الصورة تدل على طبيعة الحضارة التي ولدت فيها وتؤرّخ لمراحل تطوّرها (…)
فالصورة كانت تحكي بلغتها الخاصة الملاحم والحروب وتتويج الملوك وتترجم
النصوص الدينية وتحكي مآسي الإنسان (…) ويكفي أن يزور المرء المعابد
الشرقية كالفرعونية وغيرها أو الكنائس الأوروبية ليدرك إلى أي مدى لعبت
الصورة دوراً كبيراً في تطور حياة الإنسان وحضاراته (…) ومع ظهور الصحافة
بقيت الصورة ملازمةً للنص المكتوب حتى اختراع الصورة الضوئية
(الفوتوغرافية) حيث إن الصحف كانت تستعين بنسخ الصورة المحفورة على الخشب
أو النحاس أو غيرهما (…) فالصورة تدعم النص المكتوب وتُعطي مادة بصرية
أخرى للقارئ يقرؤها بلغتها الخاصة فتعطيه معلومةً إضافية’.
ثمة بديهيات أخرى يذكّر بها المؤلف ولولا حضورها في ذهن القارئ لما أمكن له
أن يدرك سلسلة الوصول إلى تقنيات الإعلام الراهنة: ‘ظهرت الصحيفة في أوائل
القرن السابع عشر وكانت بمثابة أول وسيلة اتصال جماهيرية (..) ومن أهم
ميزاتها دورية ظهورها على الناس، فلكل مطبوعة دورة زمنية تصدر بها وتتخذ
هذه الدورة مدة اليوم أو الأسبوع أو الشهر أو الفصل أو السنة.. فدخلت
المطبوعات إطاراً زمنياً محدداً يجعل القراء يتابعون مطبوعتهم في مواعيد
صدورها (…) كما كان من خصوصيات الصحف أنها تبنّت لغة مبسّطة خاصة بها،
وتنوّعت فنون الكتابة فيها (…) فالنص الخبري صارت له فنون وأدبيات كفن
المقال وفن العمود وفن كتابة الخبر (…) بل إن تطوّر العلم الصحافي (وأقول
هنا ‘العلم الصحافي’ لأنه بات فعلاً علماً بكل معنى الكلمة، يدخل في عداد
علوم الإنسان الأخرى كالاجتماع والنفس والسياسة والاقتصاد واللغة والإعلان
الخ..) جعل النص أكثر توافقاً مع متطلّبات العصر’.
يقع الكتاب في مئتين وأربع وتسعين صفحة من القطع الوسط، ويتألف من سبعة
فصول تناول أولها تطوّر وسائل الاتصال، والثاني فنيات (تقنيات) صناعة
الأخبار ( ماهية الخبر ومصادره وأخبار الوكالات)، والثالث النشرات
الإخبارية (هيكلها وأنواعها وموادها وعناوينها) والرابع التقرير الإخباري
والخامس المقابلات (نقلاً عن الـ’بي بي سي’ يذكر المؤلف التعريف التالي
للمقابلة الصحافية: ‘المقابلة هي كالحديث العادي لكن الحديث العادي ليس
بمقابلة’)، والسادس المونتاج (توليف الصور والكلام)، والسابع فن الإلقاء.
ويختتم المؤلف كتابه بمعجم لأهم المصطلحات المتداولة في مهنة الصحافة
المسموعة والمرئية باللغات الثلاث الإنكليزية والفرنسية والعربية، وقد جاءت
المصطلحات العربية لا ترجمة لفظية بكلمة واحدة’ تبقى في معظم الأحيان
كأنها معميات في نظر القارئ العربي، بل إيضاحاً لمضمون المصطلح الأجنبي حتى
ولو تطلّب هذا الشرح أكثر من كلمة؛ ومن الأمثلة على ذلك مصطلح ‘تيلت’
(Tilt): ‘توجيه الكاميرا من أعلى إلى أسفل وبالعكس’، ‘فيرغول’ (Virgule) :
‘ومضة موسيقية توضع داخل النشرة’، ‘فوليه’ (Volet): ‘الانتقال من مشهد إلى
آخر بمسح الشاشة’، ‘فينييت’ (Vignee): ‘صورة تعريفية تظهر في زاوية
الشاشة’…

من الفصل السادس (المونتاج) نقتطف المقطع التالي، لطرافته وفائدته وبساطته:
‘ظهرت برامج وتقنيات وأنظمة عدة منذ اعتماد تقنية الكومبيوتر في عمليات
تحرير الأخبار وتسجيلها ومونتاجها وإخراجها التي باتت من مهمة الصحافي
نفسه، ومن أهمها نظام نيتيا (etiaN) الفرنسي ونظام بيرلي (Burly) الأميركي،
ونظام سونيفيكس (Sonifex) البريطاني، وبات على الصحافي أن يتقن التعامل مع
الكومبيوتر بحسب أحد هذه الأنظمة التي باتت تعتمدها النشرات الإخبارية في
جميع مراحلها. على أن عملية المونتاج غدت في منتهى السهولة، إذ يكفي
للصحافي أن يتبع دورة تدريبية لثلاثة أيام حتى يتقن هذه العملية. ومن أهم
ما قدمته هذه التقنية في هذا المجال هو الدقة المتناهية في عملية القطع، إذ
بات من الممكن القيام بعمليات مونتاج ‘جراحية’ في منتهى الدقة لقطع حرف من
كلمة مثلاً، أو إضافة صون دون عناء (…) ولسنا بحاجة ها هنا لشرح آلية
المونتاج فعملية شرح بسيطة للصحافي من قِبَل أحد المختصين أمام جهاز
الكومبيوتر المخصص لذلك، مع بعض التدريب عليها تكفي لكي يتقن العملية’.

درس المؤلف علوم البصريات والسمعيات وتعلم تقنياتها في المعاهد والجامعات
الأوروبية كما العربية فأتقنها ونقل تقنياتها من مصادر علومها الغربية
(الإنكليزية والفرنسية) ويقيناً، أبدع رياض معسعس في نقل تقنيات الصحافة
المكتوبة والمسموعة والمرئية من مصادرها الغربية إلى العربية، فكتابه
تقنيات الصحافة المسموعة والمرئية مدرسة يتعلّم فيها القارئ ـ وبخاصة إذا
كان صحافياً ـ تقنيات الإعلام بحب وشغف لأنها موصولة بتراثه الثقافي
والمعرفي، إذ يخرج قارئ رياض معسعس من قراءة كتابه معجباً بعلوم الغرب لا
منبهراً بها وتابعاً مقلّداً لما ينبهر به من دون القدرة على التمثل والأخذ
الخلاق، ومن دون الإحساس بعقدة ‘ التخلف’ الحضاري، بل واعياً لعملية
الاقتباس والأخذ تجعل التعلّم أقرب إلى الإبداع منه إلى التقليد الأعمى.’
ولئن كان كتاب رياض معسعس يقتصر على معالجة تقنيات الصحافة المسموعة
والمرئية فإن مشكلات الصحافة المكتوبة تتراءى لقارئ الكتاب من خلال تساؤلات
غير مباشرة تتجمع في ذهن القارئ وتدفعه عبر المقارنات التي يُجريها في أفق
قراءته إلى العثور على إجابات صحيحة لها، إما بنفسه من خلال سعيه الخاص
وإما بانتظار الكتاب الثاني الذي يعدّه المؤلف وسيصدر قريباً

فنون التحقيق الصحفي

فنون التحقيق الصحفي


التحقيق الصحفي واحد من أهم الفنون الصحفية ، فهو يجمع بين عدد من الفنون
التحريرية في آن واحد ، حيث يجمع بين الخبر والحديث والرأي ، وهو من أصعب
الفنون التحريرية ، إذ يتطلب مقدرة وكفاءة عالية من المحرر، لذلك يعد
المحقق أو الصحفي بقسم التحقيقات من أهم الصحفيين في الجريدة، وحتى يكون
الصحفي في هذا القسم لابد وأن يكون ذا خبرة ومراس في مجال الصحافة ، حيث
يكون قد تعلم وعرف كيف يحصل على الخبر، وكيف يجري الحوارات واللقاءات
الصحفية، وكيف يفسر أو يعلق على ما يقال من آراء، وكيف يوازن بينها، ليقدم
في النهاية تحقيقاً صحفياً يفسر الواقعة أو الحادثة أو القضية موضع التحقيق
.

يقوم التحقيق الصحفي على خبر أو فكرة أو مشكلة أو قضية يلتقطها الصحفي من
المجتمع الذي يعيش فيه. ثم يقوم بجمع مادة الموضوع بما يتضمنه من بيانات أو
معلومات أو آراء تتعلق بالموضوع، ثم يزاوج بينها الموصل إلى الحل الذي
يراه صالحاً لعلاج المشكلة أو القضية أو الفكرة التي يطرحها التحقيق
الصحفي.
مصادر التحقيق الصحفي

يمكن لك كمحرر أن تلتقط أفكار تحقيقاتك من خلال هذه المصادر:-

-ما تقدمه وسائل الإعلام العامة كالصحافة أو الراديو أو التلفزيون من مواد،
وتدخل فيها الإعلانات التي قد تكون مصدر الفكرة أو التحقيق الصحفي.

-المشاهدات المختلفة للصحفي، وتجاربه أو تجارب غيره، سواء في بيئته
المحلية، أو في الرحلات، أو في مختلف قطاعات أو مؤسسات الدولة.

-المناسبات والأعياد والاحتفالات المختلفة.

– القصص الإنسانية والحالات الغربية والشاذة.

– الدراسات والأبحاث والتقارير والنشرات والوثائق المختلفة.

وبصفة عامة، فإنك كمحرر تحقيقات صحفية نشيط يمكنك أن تحصل على أفكار
موضوعاتك من كل ما تقع عليه عيناك. وأفضل التحقيقات الصحفية هو ما كان
متصلاً بهموم وقضايا الناس ومشاكلهم.
طريقة كتابة التحقيق الصحفي
طريقة كتابة التحقيق الصحفي يتخذ فن التحقيق الصحفي من البحث
منهاجاً في التفكير على الوجه الأكمل وهي: 1 جمع البيانات عن المشكلة
أو في مجال ميدان يختاره الباحث أو المحقق الصحفي طبقاً لخطة موضوعة وعن
طريق الملاحظة ووسائل أخرى دقيقة، مع تسجيل هذه البيانات والتأكد من صحتها،
وملاحظة أن تتم عملية جمع البيانات داخل إطار محدد يخدم هدف البحث المنشود
أو التحقيق الصحفي المطلوب. 2 تصنيف وترتيب البيانات على أساس التشابه
أو الاختلافات أو التباين أو الأساس أو الأسباب أو النتائج، ومحاولة
التمييز بين الصفات الأساسية الهامة، والتي لها علاقة مباشرة، وتخدم أهداف
البحث أو التحقيق الصحفي، والأخرى السطحية البعيدة عن التأثير على هذه
الأهداف. 3 التعميم لمحاولة استنباط مبادئ أو نظريات في صورة مبدئية،
وتعتمد هذه الخطوة على خيال الباحث وقدرته على التصور ومعرفته بالمبادئ
والنظريات التي لها علاقة مباشرة بمجال بحثه. 4 التحقق من صحة النظرية
وصلاحيتها عن طريق التجربة. 5 وضع البيانات والنتائج في صورتها
النهائية. وصياغة نتائج التحقيق الصحفي لابد أن تتم وفق فنيات معينة،
ويتكون التحقيق الصحفي المتكامل من ثلاثة أجزاء رئيسية وهي التالية: 1
المقدمة. 2 الجسم (الصلب). 3الخاتمة. وتتضمن مقدمة التحقيق
الصحفي صياغة الفكرة من وراء التحقيق الصحفي المطروح، كما تساعد إلى حد
كبير في تحديد طريقة صياغة بداية التحقيق الصحفي، وهذه المقدمات على أنواع
كثيرة، وفنون متعددة، ومن أشهرها: 1 المقدمة المختصرة: وتقوم بإيجاز
التحقيق الصحفي كله، وتفيد القارئ المتعجل، الذي يريد معرفة خلاصة التحقيق منذ
البداية. 2 المقدمة المتفجرة المثيرة: وتميل إلى إثارة انتباه القارئ
بعرض فكرة غير عادية، أو غير متوقعة (مثيرة) لتهيئ ذهن القارئ منذ البداية
للولوج في تفاصيل الموضوع. 3 المقدمة القصصية: وهي تبدأ بقصة لجذب
انتباه القارئ، وهذه القصة لها علاقة كبيرة ووثيقة بموضوع التحقيق. 4
المقدمة التساؤلية: وتحاول هذه المقدمة إثارة العديد من الأسئلة، ليتم
تناول حلولها في صلب التحقيق وهذا النوع شائع الاستخدام. 5 المقدمة
الوصفية: وتعتمد على الوصف، وتستخدم فيها ألفاظ موحية بصور معينة لدى
القارئ، مثل وصف الطائرة والإنسان والمكان. 6 المقدمة الساخرة: ولا
تعني هذه المقدمة الاستهزاء أو التشمت، بل تعني النقد اللاذع البناء،
ويناسب هذا النوع من المقدمات بعض الظواهر الاجتماعية السيئة المتفشية في
مجتمع معين. 7 المقدمة المقارنة: تستعمل لجذب انتباه القارئ، ويعقد
فيها مقارنة أو مفارقة سريعة بين الشيء وضده، أو بين فكرة وأخرى. 8
مقدمة الحوار: ويعرض فيها حوار بين شيئين لهما علاقة بموضوع التحقيق
المطروح، وهذا النوع ليس شائعاً، لكنه جيد ومؤثر. 9 مقدمة الاقتباس:
حيث يتم فيها اقتباس قول أو رأى أو حكمة أو غيرها، تكون ذات علاقة بموضوع
التحقيق، ونقطة انطلاقة جيدة للبدء فيه. وهنا أمر مهم لابد من التنبيه
إليه وهو وجود أنواع أخرى من المقدمات غير السابقة الذكر، والآنفة الطرح،
والصحفي الموهوب المبدع هو الذي يستفيد من تلك المقدمات في تحريره لتحقيقه،
وإخضاعها لخدمته، كما يتاح له فرصة أخرى في استخدامه أكثر من نوع كمقدمة
لتحقيقه ضمن أنواع المقدمات الفنية الآنفة الذكر. وبعد أن يضع الصحفي
مقدمة تحقيقه يشرع في تشكيل التحقيق وإعداده، ويمكن لكل صحفي أن يحرر موضوع
تحقيقه بثلاثة أساليب عامة وهي التالية: 1 تحقيق العرض: وفيه يعرض
المحرر بموضوعية موضوع التحقيق من خلال مقدمة تثير اهتمامات القارئ
كالتركيز على أحد جوانب الموضوع، أو كمجموعة من الأسئلة، أو كملخص للموضوع،
ثم يأتي جسم التحقيق ليتناسب مع المقدمة، مثل: تناول الجوانب الأخرى في
الموضوع، أو الإجابة عن الأسئلة المثارة أولاً بعرض الحقائق والمعلومات
التي تجيب عن التساؤلات، أو تفصيل للملخص الذي بدأ به المحرر، وأخيراً تأتي
الخاتمة لتلخص النتائج والآراء. 2 تحقيق الوصف: وفي تحقيق الوصف يتم
تناول وصف سريع للحدث أو الموضوع في مقدمة التحقيق، أما التفصيل فيوجد في
جسم التحقيق، والخاتمة تكون للربط بين أجزاء الموضوع، وهي تمثل أخيراً
انطباعات المحرر. ويصلح هذا النوع للتحقيقات التي تدور موضوعاتها حول:
الرحلات أو الزيارات أو المنافسات كالمسابقات، أو الندوات والحفلات أو
المهرجانات. 3 تحقيق القصة: وهنا يقوم محرر التحقيق بكتابة تحقيقه على
شكل قصة حقيقية، وليست خيالية أو أدبية، إلا أن هذا النوع يتماثل مع القصص
الأدبية في بنائها الفني، أي وجود بداية وعقدة ونهاية ويصلح هذا النوع
للموضوعات الإنسانية العاطفية كمأساة الشعب الفلسطيني الجريح، أو حرب شعب
البوسنة والهرسك، أو الصومال وغيرها، وعلى العموم يتناول هذا النوع من
التحقيقات الصحفية في الحوادث والجرائم والكوارث، حيث تصاغ وتنسج على شكل
قصة مثيرة ومشوقة وهادفة تحقق الهدف الذي رمى إليه الصحفي من جراء القيام
بهذا التحقيق القصصي. وعلى الصحفي أن ينتبه إلى نقطة هامة وهي أنه
يخاطب شرائح وطبقات من المجتمع متباينة الغايات، ومتعددة الاتجاهات،
ومتفاوتة في ثقافتها وعلمها ووعيها، ويتوجب عليه أن يستخدم لغة راقية سامية
تناسب عقول القراء على تفاوت مستوى فهمها وإدراكها، وتكون لغة غير مبتذلة
وركيكة ومتهافتة، وتكون أيضاً بعيدة عن الألفاظ الصعبة والثقيلة وكل ما
يضفي عيلها الطابع العلمي البحت، بل عليه أن يحصر فنه الصحفي في الواقعية
والحيوية ومحاكاة ذوات الناس وعقلياتهم، وهذا لا يمكن أن يتوفر إلا جزئياً،
ولكن على المحقق الصفحي الموهوب أن يسعى إلى تحقيق هذه النواحي الإيجابية،
وعليه أيضاً في خاتمة مطافه وترحاله أن يتوصل من مجمل عناصر ومعلومات وحقائق
تحقيقه الصحفي إلى خلاصة ونتيجة تثري الفكر، وتخدم المجتمع، وتدعم
الثقافة، ويقول الأستاذ (جويار) (ليس لدى المندوب الكبير الذي يعالج
موضوعاً أوسع مما يعالج المحققون، أحياناً كوضع دراسة عن بلد من مختلف
جوانبه، الوقت الكافي ليهتم بالجزئيات، إذ إنه يتحتم عليه أن ينقل في تحقيق
واحد أو سلسلة (تحقيقات) أهم الخصائص التي يجدها، بحيث يتمكن من تزويد
قرائه بفكرة واضحة عنه). ولعنوان التحقيق الصحفي أهمية كبيرة في جذب
وشد انتباه القارئ، وتختلف طرائق الصحفيين في نسج عنوان التحقيق، فمنهم من
يضعه أولاً قبل صياغة التحقيق في صورته النهائية، ومنهم من يرجئ صياغة
العنوان إلى حين الانتهاء من تحرير التحقيق كتابياً وهذه الطريقة هي نفس
طريقة المؤلفين والباحثين في نسج عناوين مؤلفاتهم، وعنوان التحقيق يحتاج
إلى مهارة وذوق وفن، ويلعب العنوان دوراً هاماً وبارزاً في نجاح وزيادة
فعالية التحقيق، وله شروط أساسية حتى يتم التمكن من صياغته وحبكه ومنها: وضع
العنوان الملائم لطبيعة الموضوع والذي يعطي فكرة عن الموضوع. وضع
العنوان الملائم لنوعية وشخصية ومستوى الصحيفة. وضع العنوان المرتبط
بالهدف من التحقيق. صياغة العنوان بشكل واضح ومختصر وجذاب. وعلى ما
سبق يمكن الإشارة وتحديد أهم أنواع العناوين المستخدمة في التحقيقات
الصحفية وهي: العنوان الدال: وهو عنوان ذو طابع إخباري، ويدل على مضمون
التحقيق. ومثاله: (الجفاف يؤدي إلى انخفاض إنتاج الحبوب). العنوان
الانتقائي: وهو يقوم على أساس اختيار وانتقاء جانب معين يتميز بالجاذبية
والأهمية ومثاله: (القرار الذي أنقذ المؤسسة من الانهيار). العنوان
الإيضاحي: وهو عنوان صريح، يغطي معظم جوانب التحقيق بشكل عام ومختصر وواضح
ومثاله: (الافتقار إلى السائق الجيد). العنوان الوصفي : وهو العنوان
الذي يحاول إعطاء صورة لتجسيد الفكرة والحدث ومثاله: (مصنع يسبح في بحر من
الفوضى الإدارية). العنوان الاقتباسي: وهو العنوان الذي يكون عبارة عن
اقتباس جملة أو عبارة هامة ومعبرة، جاءت في تصريح أو مقابلة مع أحد
المشتركين في التحقيق ومثاله: (الأزمة الاقتصادية العالمية هي السبب
الرئيسي لزيادة الأسعار). العنوان الاستفهامي: وهو الذي يصاغ على شكل
سؤال يجذب القارئ ويثير اهتمامه، وفي الوقت ذاته يطرح المشكلة ويشرك القارئ
في حلها ومثاله: (لماذا تستهلك أكثر مما تنتج؟)، (كيف نحول شعار( المجتمع
الأفضل) إلى واقع؟) العنوان الذي يتوجه إلى القارئ، ويخاطبه بشكل
مباشر: ومثاله: (أنت مطالب بزيادة إنتاجك). وليمارس المحقق الصحفي
هذه الوظائف بجدارة وتألق عليه أن يتصف بحب الاطلاع والفضول والحس المرهف
واحترام أسرار المهنة. وتلعب قراءة التحقيقات الصحفية دوراً مهماً في
عملية الترويح وتمضية الأوقات الحرة تمضية ممتعة يكتسب الفرد من خلالها
مهارات وخبرات ومعلومات عديدة، فهي منبر تثقيف وتوجيه وتوعية، وهي تضاعف
الاهتمام بالأوقات الحرة وتحولها إلى لحظات أنس ومتعة وفائدة، وقد دفع
الحماس أحد المهتمين بالصحافة إلى القول: (إن الإنسان إذا لم يهلك نفسه
بالقنبلة الذرية فإنه سيدمر نفسه بأوقات الفراغ الطويلة إذا لم يحسن
استغلالها). وعليه فإن القراءة عامة وقراءة الصحف خاصة توسع من دائرة
معارف الفرد وتزوده بالحقائق التي تتصل بنفسه وبالعالم الذي يعيش فيه، مما
لا يستطيع الوصول إليه بتجربته الشخصية، وتنمي فيه روح النقد والتقدير لما
يسمع ويقرأ.
مراجع المادة:

1 الأساليب الفنية
في التحرير الصحفي تأليف: د. عبدالعزيز شرف، الناشر: دار قباء للطباعة
والنشر، تاريخ النشر 2000م.

2 كيف تصبح صحفياً موهوباً؟ تأليف: محمد بن عبدالله النذير الدار الصولتية
للتربية، الطبعة الأولى عام 1417هـ.

3 مدخل إلى الصحافة نظرية وممارسة، تأليف: د. أديب خضور، والكتاب من نشر
مؤلف الكتاب، وطبعة الكتاب

هل يكتب الكاتب ليتنفّس؟ أم يكتب ليحدث تغييراً فيمن حوله؟ أم يكتب ليؤثر في رأي

هل يكتب
الكاتب ليتنفّس؟ أم يكتب ليحدث تغييراً فيمن حوله؟ أم يكتب ليؤثر في رأي
قارئه؟ أم يكتب ليتكسّب؟ أم يكتب ليتسلّى؟ أم يكتب ليضيف شيئاً إلى الحياة؟
أم يكتب ليُقال: كاتب؟
تلك
توجهات حقيقية تتوزع أهواء الكُتّاب، وكل كاتب يدندن على ليلاه، ولكن هناك
شيئاً يجمع كل أو معظم هؤلاء الكتاب الذين فرّقتهم أهدافهم؛ هو القارئ
الإيجابي؛ فهو طلبتهم جميعاً، فما كتب الكاتب إلا ليُقرأ، مهما كانت غايته
النهائية من الكتابة؛ سواء حمل الأثر الذي تتركه القراءة في الفرد
والمجتمع، أم لم يحمل.
القارئ
الإيجابي: أعني به ذلك الذي يتفاعل مع ما يقرأ، فيحس بعواطف الكاتب وكأنها
تنبعث من فؤاده هو، ويعيش أفكاره وكأنه فتَّقها معه، أي إنه يبدع المقالة
من جديد، بعد أن تلوّنت بألوانه الشخصية، فأصبحت تمثل قضيته الخاصة جداً؛
فإذا به يحوّلها إلى مادة حديثه في بيته و عمله، أو بين صُحبته، بل ربما
نسخها وأهداها، وربما أرسلها بريداً إلكترونياً إلى بعض خلصائه، وربما
نشرها ـ دون إذن صاحبها ـ في مواقع عنكبوتية عديدة؛ وكأنه هو كاتبها، فهو
يتمنى أن يقرأ الناس كلهم ما كتب. القارئ الإيجابي: هو الذي يقرأ النص
بعين هادئة، بصيرة، ناقدة؛ ولكن كما يفهم النقاد النقد، أنه ذلك الفن الذي
يمكّن من امتلك أدواته أن يتملّى مضمون النص وشكله، وروحه وتوجهه، وخلفياته
ودوافعه، وطموحاته وخيالاته، فيجعل همه اكتشاف مواطن الجمال؛ ليسلط
الأضواء عليها، فيساهم في بناء الذوق العام، ويزيد من رصيد الإنسانية في
الجانب الأنضر، والأعلى. فإذا انتهت رحلته الرائدة، وقبل أن يحط عصا السفر
الممتع، يلفت نظر الكاتب إلى جوانب القصور، مذكراً بأن ما قال لا يمثل سوى
وجهة نظره الشخصية البحتة، التي يراها صواباً، ولكنها تحتمل أن تكون خطأ. القارئ
الإيجابي: هو الذي يوصل صوته إلى الكاتب، فهو يسارع إلى كشف موقفه مما قرأ
للكاتب؛ بريداً إلكترونياً، أو مهاتفة، أو حتى رسالة جوال. هذا الموقف إما
تأييداً، أو معارضة، أو مجرد عواطف أحس بها تتفتح في حدائق ضلوعه، فأرسل
أريجها لمن استطاع أن يبعثها في نفسه، أو يوقظها، أو ربما يوجدها. كل
كاتب .. يتمنى أن يعرف المدى الذي وصلت إليه مقالته في نفوس الناس، هل
تقبّلوا فكرته، هل هناك من تبناها، هل هزَّت روح مسئول فجعلها انطلاقة
مشروع ينفع الناس، أو يطوّر أداءه؟ هل استطاعت هذه المقالة
أن تضع إنساناً ما أمام أخطائه مباشرة دون رتوش، فيصغي، ويعترف، ثم يبدأ
العمل على التخلص منها؟
هل
عبرت هذه الكلمات عن أحاسيس مجموعة من القراء، وفرّجت عن مكبوتاتهم؛ حتى
قال قائلهم: هذا ما أردت أن أعبر عنه .. لقد غرف الكاتب من صدري، وكشف عن
همي، وقال الذي لم أستطع أن أقوله. ولكن أين القارئ الذي
يقطف المقالة من وجه الصحيفة، ثم يضعها في جيبه؛ ليخرجها بين الفينة
والفينة .. يقرؤها يتأمّلها؛ لأنه وجد فيها مطلباً نفسياً، أو لأنها تمثل
له إجابة لسؤال طالما بحث عنها. لماذا يتجاهل بعض القرّاء هذا النزيف
العاطفي والفكري الذي تسميه الصحافة مقالات، إلى درجة أنها تتحوّل إلى سفرة
طعام، أو غطاء نافذة، أو تُساق كبقايا الذبيحة بعد سلخها نحو مصيرها
المر؟!
القارئ
الرائع: هو الذي يقدر القطرات المنهالة على الورق .. كدموع الرجال.. ودماء
الشهيد.
القارئ
المتميز: هو الذي يفخر به كل كاتب، هو الذي يضيف إلى المقالة بالقراءة
الإبداعية الواعية، التي لا تعني أبداً التلقي السلبي، المصدق لكل ما يُطرح
وكأنه قرآن منزل، ولا تعني ـ كذلك ـ التلقي العدواني، الذي يبحث صاحبه عن
العيوب، والمثالب، والهنات، والزلات فقط؛ ليصنع منها مأدبة تليق بالذباب،
الذي ينصرف عن الجمال إلى القبح، وعن الطيب إلى الخبيث. القارئ
المبدع: هو الذي يلتقط من المقالة عشرات الأفكار الجديدة التي يصلح كل
منها أن يكون مقالة خاصة، أو رسالة علمية، أو بحثاً إنسانياً، أو كتاباً
كاملاً، بل ربما اشتعلت كلمة خلاّقة من بين الكلمات في مخيّلته المائجة،
فإذا هي تتحوّل إلى فكرة مشروع رائد؛ تنتفع به البشرية كلها. الكتابة
عملية هائلة، لا يعيها كما هي إلا الذي يكابدها حقاً، وحين يجيئه المخاض،
وتقترب يد الكاتب من جذع النخلة ليهزّه بقوة الضعف؛ يساقط الرطب جنياً، هنا
لا يحس القارئ بكل تلك الآلام الفادحة، بل يتمتع بطعم الرطب اللذيذ، الذي
يخامر أعصابه العطشى.
ترى
هل أنت قارئ إيجابي؟

المصدر: القارئ الإيجابي- د.خالد بن سعود الحليبي.